دردشة لؤلؤة البحر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملك الأميركي العاري يفتح صندوق باندورا الإيراني

اذهب الى الأسفل

حب الملك الأميركي العاري يفتح صندوق باندورا الإيراني

مُساهمة من طرف عبدالسلام الكميتي الأحد 23 مارس - 14:37


باندورا في الأساطير الإغريقية هي المرأة الأولى، المخلوقة من الماء والطين، التي أُرسلت إلى الأرض عقابا إلهيا للجنس البشري على سرقة برومثيوس للنار المقدسة وإهدائها إلى بني الإنسان. حيث قد قام زيوس بتقديم صندوق مغلق إليها حَبس فيه كل أرواح الشر. وكما توقع زيوس، لم تستطع باندورا لفضولها النسائي مقاومة إغراء فتح الصندوق، وما إن قامت بذلك حتى انطلقت منه جميع الشرور والرزايا، التي عمت البشر، وهبت على الأرض المصائب وحلت بها الكوارث، ولم يبق فيها غير الأمل.
ومن المستبعد أن يكون الرئيس الأميركي جورج بوش قد فكر مليا قبل فتحه صندوق باندورا العراقي، الذي قدمته له عصابة المحافظين الجدد، التي سال لعابها أمام آبار النفط العراقية. وإلا لما أعلن قبل خمس سنوات حربه، التي جلبت المآسي على العراقيين، الذين أصبحت بلادهم مأوى لشذاذ الآفاق من الإرهابيين بينما لم يكن يجد أي منهم موطئ قدم فيها في عهد صدام حسين.
والمصائب لم تكن من نصيب العراق، الذي فَقد، وفقا لمعلومات وكالة "البزنس البريطانية لدراسة الرأي العام"، مليونا ومئتي ألف من أبنائه، وتحول ثلاثة ملايين منهم إلى مشردين، بل وأناخت بكلاكلها على المنطقة كلها، وفاقمت وضعها المتفجر أصلا.
فقد تصاعدت على خلفيتها المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية في غزة، ووضع المسار السلمي الشرق أوسطي "على الرف". وفي الوقت نفسه توترت الأوضاع في لبنان، ولم يكبح جماح نشاط "طالبان" في أفغانستان، بل ازداد فعالية، وتطورت مع قدوم "الفوضى الخلاقة" صناعة الموت الأبيض. وما زال أسامة بن لادن حيا يرزق ويرسل لعناته من كهفه إلى العالم ويبعث بزبانيته الانتحاريين إلى العراق وبريطانيا وإسبانيا وغيرها من البلدان.
وفي هذا السياق تغلي آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا ويبدوان على كف عفريت.
كل ذلك لا يهم "الولد التكساسي" الذي لا تقلقه خسارة الولايات المتحدة زهاء أربعة آلاف عسكري وسقوط 29 ألف جريح من أبنائها، وكذلك هدر ثلاثة تريليونات دولار على الحرب وفقا لآخر الإحصاءات، ما يهدد النظام المالي العالمي بالانهيار ويجعل وجود الولايات المتحدة على شفا حفرة من الزوال في بضع سنين.
ذلك لأن "خليفة الله" الأميركي على الأرض، على صورة ومثال سلفه النازي أدولف هتلر، ينفذ "مشيئة الله" في أفغانستان والعراق وفلسطين وفي كل جزء من الكون.
فهو نفسه قال للرئيس الفلسطيني محمود عباس ذات مرة إن الله أمره بالذهاب إلى أفغانستان فذهب وأمره بغزو العراق ففعل.
ويبدو أنه لم يستوعب الأمر حتى الآن، ما دام يستطيع الخطاب في القاعات العسكرية، التي تصفق "لبطولاته". حيث صرح مؤخرا في الذكرى الخامسة للحرب العراقية بأنها تستحق "الخسائر العالية المالية والبشرية"، التي تكبدتها الولايات المتحدة، دفاعا عن الحرية "الحق، الذي منحه الله للإنسان، الذي هو على صورة الله ومثاله".
وقد حاول فلاديمير بوتين وجاك شيراك وغيرهارد شرودر القول مثل ذلك الطفل البريء أمام الملأ إن الملك عار، لكن أشخاصا مثل طوني بلير، مستعدين لتفصيل الثياب الوهمية "لإمبراطور" العالم الجديد ولتزييف الحقائق، قد كُتب لهم النجاح إلى حد كبير بفضل "تبجحات" صدام بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل.
ومن سخريات القدر أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني يجول في الذكرى الخامسة للحرب على العراق على منطقة الشرق الأوسط لاستجداء دعم دولها قبل إغراء سيد البيت الأبيض بفتح صندوق باندورا آخر هو هذه المرة إيراني. ومما لاشك فيه أن تصريحات الرئيس الإيراني النارية أفضل مستمسك بيد عصابة الحروب في الإدارة الأميركية ودليل على سعي طهران لامتلاك السلاح النووي رغم تفنيد وكالات الاستخبارات الأميركية لذلك، وبالتالي يسمح لأمثال نابليون فرنسا الجديد نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تتوق للتكفير عن ماضيها الاشتراكي، للتغزل بثياب الملك الأميركي العاري .
ويبدو العالم اليوم بأشد الحاجة إلى صارخٍٍ ما في البرية، قبل فقدان الأمل الأخير وقبل فتح صندوق باندورا جديد، يمكن أن يؤدي بحسب الخبراء إلى عواقب وخيمة، بل وربما إلى هلاك البشرية هذه المرة. العالم بانتظار طفل آخر يقول قبل فوات الأوان للملأ بملء فيه إن الملك عار!؟.
* مقالة نشرتها وكالة (نوفوستي) الروسية، وهي تعبر عن رأي كاتبها.
عبدالسلام الكميتي
عبدالسلام الكميتي
نائب المدير العام

الجنس : ذكر

عدد الرسائل : 3290
تاريخ الميلاد : 03/02/1966
العمر : 58
البلد : اليمن
الهوايه المفضله لديك : القراءة وكتابة البحوث
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 02/03/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى