انهيار العقار قتل أسرة رفضت الإخلاء

صدر قرار الإخلاء والإزالة لعقار صغير قديم مكون من طابقين بمنطقة مصر
القديمة منذ ثلاثة أشهر لخطورته علي حياة سكانه إلا أن سكان الأسر
الأربعة الذين يعيشون به رفضوا تركه لعدم وجود مساكن بديلة لهم.

وفجأة في منتصف ليل أول أيام عيدالأضحي المبارك انهار العقار و لقي عامل
وطفلاه مصرعهم تحت الأنقاض وأصيبت الزوجة بكسور شديدة نقلت علي
أثرها للمستشفي للعلاج وإنقاذ حياتها بينما كتب القدر النجاة لحوالي
10 أشخاص من ثلاث أسر تصادف خروجهم من البيت قبل الانهيار المفاجئ
بدقائق لينجوا جميعا من الموت في الحادث المأساوي الذي حول الفرحة
بالعيد إلي مأساة. انتقلت أجهزة الأمن بالقاهرة إلي مكان الحادث وتم
استخراج جثث الضحايا وأخطر اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير
لأمن العاصمة ونائبه اللواء عبدالجواد أحمد عبدالجواد وتولت النيابة التحقيق.



وقع الحادث في الثانية عشرة منتصف الليل عندما استيقظ الأهالي علي أصوات
ارتطام شديد تبعه صرخات مدوية خرجوا علي أثرها لمعرفة ما يحدث
ليجدوا أن العقار رقم 4 بعطفة شمردل من حارة الحجارة بمنطقة كوم
الشيخ غراب بمصر القديمة قد سقط علي رءوس سكانه.

تم إبلاغ العميد ربيع الصاوي مأمور القسم الذي أخطر قوات الحماية المدنية
بالقاهرة وانتقلوا إلي مكان البلاغ وتم فرض كردون أمني حول المكان وتهدئة
الأهالي الذين أصيبوا بحالة فزع ورعب من هول الصدمة. وتم استخراج العامل
أحمد عبدالتواب عمران 26 سنة وفي أحضانه طفله محمد "4 سنوات" وطفله
الثاني عبده "عامان" جثثاً هامدة ووجد بجوارهم الزوجة صباح عبدالرازق
مصابة بكسور وفي حالة غيبوبة فتم نقلها لمستشفي مبرة مصر القديمة
لإسعافها وإنقاذ حياتها وباقي أفراد أسرتها الثلاثة للمشرحة.

واكتشفت قوات الدفاع المدني عدم وجود أي جثث أخري لسكان المنزل تحت الأنقاض
لعدم وجودهم به وقت الحادث.

تبين من معاينة اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة
ونائبه اللواء سامي سيدهم واللواء أمين عزالدين مدير المباحث والعميد طارق
الجزار رئيس المباحث لقطاع الغرب والمقدم أحمد عبدالعزيز رئيس مباحث مصر
القديمة أن العقار المنهار مكون من طابقين ومتهالك لقدمه وبأسقف خشبية
بمساحة 70 مترا وكل طابق تعيش به أسرتان وانه ملك بعض الورثة غير
المقيمين به وقد حصلوا علي قرارات بالإخلاء من سكانه والإزالة في 31
أغسطس الماضي أي منذ ثلاثة أشهر لخطورته علي السكان إلا أنهم رفضوا
تركه لعدم وجود مساكن بديلة لهم ورفض المسئولون بمحافظة القاهرة
تسليمهم أية شقق

وهكذا أصر السكان علي عدم ترك حجراتهم التي يعيشون فيها وكأنهم
فضلوا الموت تحت أنقاضه علي الخروج للإقامة بالشارع لينهار فجأة في
منتصف ليل أول أيام العيد لتهالكه وتأثره بالمطر الشديد الذي حدث قبل ساعات
ويقضي علي حياة أسرة وتنجو ثلاث أسر بحياتهم لعدم تواجدهم وقت الانهيار.

بعد الحادث حضر سكان الأسر الذين نجوا من الحادث في حالة انهيار غير مصدقين
ما حدث وأكدوا انهم فقدوا كل ما يملكونه من أثاث وأموال يحتفظون بها داخل
العقار وأصبحوا الآن لا يملكون شيئاً فهل يعيشون في الشارع أم يسرع
المسئولون بالمحافظة بتوفير شقق بديلة لهم والنظر إليهم بعين العطف
والرحمة بدلاً من النوم بالشارع في برد الشتاء. فهل يتحقق أملهم حتي
لا يكون "موت وخراب ديار" ويجدوا من يسمع صوتهم لانقاذهم من التشرد
حتي لا يطول انتظارهم لأنهم ناموا ليلة الحادث في الشارع فوق أنقاض المنزل.

أضافوا ان القدر كتب لهم عمراً جديداً لأنهم خرجوا قبل الحادث مباشرة لزيارة
الأهل والأقارب وتهنئتهم بالعيد وبعد عودتهم اكتشفوا انهيار البيت علي العامل
أحمد عبدالتواب وأسرته أثناء نومهم ولم ينج منهم سوي الزوجة صباح التي
كانت حاملاً في شهرها الثالث وقد نقلت الآن للمستشفي في محاولة لعلاجها
وانقاذ حياتها لتعيش وحيدة بعد أن فقدت زوجها وطفليها في الحادث.

تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحق